الحبيب طالب جديد
عدد المساهمات : 15 نقاط : 31 تاريخ التسجيل : 11/09/2010 العمر : 31
| موضوع: داعية السلام السبت يونيو 23, 2012 3:20 pm | |
| داعية السلام
(1) فّأقْسَمْتُ بِالْبَـيْتِ الَّذِي طَافَ حَوْلَهُ رَجَـالٌٌ بَنَـوْهُ مِنْْ قُـرَيْشٍ وَجُْرِهمِ (2) يَمِيْـنَاًً لَـنِعْـمَ السَّيِّدَانِ وُجِدْتُـمَا عَلَـى كُـلِ حَالٍ مِـنْ سَحِيْلٍ وَمُـبْـرَمِ (البيت الذي...) كناية عن موصوف، وهو الكعبة المشرفة، ويمثل المُقْسَم به. (قريش وجرهم) لأنهما ارتبط بهما البيت قديماً وحديثاً (فى عصر زهير). (سحيل) استعارة تصريحية؛ إذ شبه حالة السلم بالحبل المفتول خفيفاً. (مُبْرَم) استعارة تصريحة، والمشبه وقت الحرب. في البيت كناية عن عظمة الممدوحَيْن(صفة). (وجدتما) حذف الفاعل بغرض العلم به، وفى ذلك إيحاء بعظمتهم عند الناس جميعاً. لتضمن البيتين للقسم؛ يصبح ضرب الخبر طلبياً، وقد أكد قسمة مرة أخرى باستعمال (يميناً). (بنوه) فيها إشارة للاستقرار والسلام . نثر البيتين : حلفت بتلك الكعبة المعظمة، التي بناها وعظَّمها رجال من قبيلتي قريش وجرهم، وأؤكد قسمي أنكما- أيها السيدان- أفضل الناس جميعاً، كما نعتبركما أفضل رجلين سلماً أو حرباً . (3) تَدَارَكْتُمَا عَـبْسَاًً وَذُبْيَـانَ بَعْـدَمَا تَـفَانَوْا وَدَقُـوْا بَيْـنَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ (تداركتما) في استعمال صيغة تفاعل ايحاء بالحركة، وهي أكثر توفيقاً من لحقتما أو أدركتما، ففي عملية الإنقاذ يكون أجمل أن يكون في آخر اللحظات. (دقوا بينهم عطر منشم) كناية عن الموت التام؛ لأن منشم هذه باعت قوماً عطراً فماتوا جميعاً. (تفانوا) إشارة للموت المشترك . نثر البيت : بعد أن وصلت الحرب بين قبيلتي عبسٍ وذبيان مرحلة الفناء وكأنهم الذين تحالفوا على عطر منشم الذي يقود إلى الفناء التام أنقذتموهما من هذا المصير .
(4) وَقْدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعَاًً بِمَالٍٍ وَمَعْرُوْفٍ مِنْ الْقَـوْلِ نَسْلَـمِ (مال) مقصود به ديات القتلى؛ وهنا يظهر كرمهم. (معروف من القول) كلام يرضي الأطراف، ويُجَبِّر الخواطر؛ وهنا تظهر حكمتهما. (معروف من القول)فيها تقديم للصفة (معروف) على الموصوف (القول)، والغرض بيان أهمية الصفة. (واسعاً) تجسيم للسلم الذي صوّره في صورة مادية (استعارة مكنية). نثر البيت : وقد صرحتم بأننا إنْ دفعنا ديات القتلى من الطرفين وبادرنا بتطييب الخواطر بطيِّب الكلام نصل بذلك إلى السلام الشامل والعادل للجميع. (5) ألا أبْـلِغِ الأحْلافَ عَـنِّي رِسَالَةً وَذُبْـيَانَ هَلْ أَقْْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَمِ (ألا) للتنبيه؛ مما يُوحي بأهمية الأمر (ابلغ)، الغرض من الأمر التماس، وفي مخاطبة كل من يسمع اشهار للأمر، يوضح حرص زهير على السلام. (رسالة) مضمونها : (إياكم ونقض العهد). (هل) الغرض من الاستفهام التقرير؛ إذ أنَّ هل بمعنى قد . مزج الشاعر بين الخبر (أقسمتم كل مقسم) والإنشاء؛ وفي ذلك حيوية؛ وكما أنه يستندعلى مضمون الخبرلمعنى الانشاء. نثر البيت : يا أيها السامعون، وصلُِّوا مني للأحلاف وذبيان وقولوا لهم بأنكم قد أقسمتم القسم المغلظ فإياكم ونقض عهدكم الذي عاهدتم . (6) وَمَا الْحَرْبُ إِلا مَاعَلِمْتُمْ وَذُقْتُمْ وَمَا هُوَ عَنْهَا بِالْحَدِيْثِ الْمُرّجَّـمِ قصر عن طريق النفى والاستثناء، والمقصور هو الحرب، والمقصور عليه ما علمتموه عنها، وهو قصر موصوف على صفة، وإضافي، وغرضه إحالة الأمر لتجربتهم الذاتية، وهو يعرف كم هى مريرة .(ذقتم) تجسيم للحرب، عن طريق الاستعارة المكنية؛ إذ شبهها بشئ يمكن تذوق طعمه. (الباء) زائدة للتوكيد؛ لذا ضرب الخبر طلبي، والغرض من القائه التنفير من الحرب. نثر البيت : الحرب مقصورة فقط على ما عرفتموه فيها من خبرة وتجرعتموه فيها من ألم لذا حديثي لكم عنها ليس رجماً بالغيب ولا هو بالإفك أو الحديث المفترى . (7) مَتَى تَبْعَثُـوْهَا تَبْعَثُـوْهَا ذَمِيْمَةًً وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَيْتُمُـوْهَا فَتُضْرَمِ (متى) في استعمالها دلالة على إطلاق بعث الحرب على حالة واحدة، هي الذم والكراهة. وفي جعل الحرب شيئاً يُبْعَث تصوير لها في صورة الكائن الحي الذي يموت ثم نحاول بعثه من الموت، وفي ذلك تشخيص عن طريق الاستعارة المكنية.كذلك في جعلها تضرى وتضرم تشبيه لها بالنار، وحذف النار وأتى بشئ من لوازمها وهو (تضرى / تضرم) على سبيل الاستعارة المكنية .( إذا ضريتموها) حذف لجواب الشرط وفيه تركيز على فعل الشرط المسند لواو الجماعة في إشارة واضحة لدور المخاطبين في هذا الاشتعال وبذلك يصبح القيد (إذا ضريتموها) يحدد بصورة قاطعة إرادتهم في وقف الحرب . نثر البيت : في أي وقت تشاؤون فيه إحياء الحرب من مَوَاتِها لا تكون إلا مذمومة كريهة، فهي كالنيران متى ما أشعلتموها فإنها تزداد لهيباً واشتعالاً لتقضي على الأخضر واليابس . ( 8 ) فَتَـعْرُكْكُمُ عَرْكَ الـرَّحَى بِثِفَالِهَا وَتَلْقَـحْ كِشَافَاًً ثُمَّ تُنْتِجْ فَتُتْئِمِ صور الحرب في صورة الرحى، جاعلاً البشر في صورة حبوب تتحول إلى دقيق يسقط على الثفال (تشبيه بليغ-صورة المفعول المطلق-)في صدر البيت.وصورها في عجز البيت في صورة الناقة التي تلد في كل عام توأم، في إشارة واضحة لهزال تلك الناقة وهزال أبنائها؛ وبالتالي عدم فائدتها، وجلبهم للأمراض، (استعارة مكنية) ورمى من وراء الصورتين إلى هدف واحد،هوالتنفير من الحرب بوصفها على هذه الصورة القبيحة . نثر البيت : فتطحنكم طحن حجر الطاحونة للحبوب؛ ليقع الطحين على جلدها، وهي كما الناقة المهزولة ؛ إذ تحمل كل عام ، وتلد توأماً هزيلاً ضعيفاً حاملاً للأمراض ، كذلك الحرب لا تأتي إلا بشرٍ متزايد . (9) فَـتَنْـتِجْ لَكُمْ غِلْمَاْنَ أَشْأَمَ كُلَّـهُمْ كَأَحْمَرِ عَـادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتُفْطِم واصَلَ الصورةالسابقةمعتبراًأنَّ نتائج الحرب كما(الغلمان)، مصرحاً بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية،واصفاً إياهم بالشؤم، وليوضح مقدار شؤمهم شبههم بأحمر عادٍ(تشبيه مفرد)،والتشبيه يحمل دلالة تاريخية،ولاحقاً دينيه.وهنا خطََّّأ بعض الشرَّاح زهيراًً؛ في نسبته عاقر الناقة لعاد،والصحيح هو نسبته لثمود،ولكنَّ البعض ردّعليهم بأن ثمود تُعْرَف باسم عاد الأخيرة؛واستدلوا بقوله تعالى "﴿وانه أهلك عاداً الأولى ﴾ نثر البيت : فتلد لكم شرورا كما الغلمان يشب كل الغلمان ويتغذون لبن الحقد حتى الفطام لكن كل هؤلاء الغلمان جميعاً لا خير فيهم بل إنهم أنحس من ذلك الرجل الذي عقر ناقة صالح فعاد ذلك على قومه بالفناء الشامل، كذلك نتائج الحرب . (10) فَتَغْلِـلْ لَكُمْ مَا لا تُغِـلُّ لأهْلِهَا قُـرَىً بِالْعِرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَمِ (تغلل – لا تغل) طباق سلب.(تغلل) شبه منتوجات الحرب بالحبوب بجامع الكثرة في كل وحذف الحبوب ورمز إليها بشئ من لوازمها وهو تغلل على سبيل الاستعارة المكنية. وكنَّى عن صفة( كثرة النتائج) بانها تفوق منتجات العراق ذات الخصوبة العالية ( دجلة والفرات ) من الحبوب. يمكن تفسير (ما لا تغل) بالمغايرة (الخير مغاير للشر) او التفوق العددي وفي كليهما يكتمل غرض الشاعر الحقيقي في التنفير من الحرب . نثر البيت : فتنتج لكم شروراً تفوق في كثرتها وتغاير في طبيعتها الحبوب المنتجة في قرى العراق والمكيلة بالقفير والدرهم .
| |
|
الحبيب طالب جديد
عدد المساهمات : 15 نقاط : 31 تاريخ التسجيل : 11/09/2010 العمر : 31
| موضوع: رد: داعية السلام السبت يونيو 23, 2012 3:40 pm | |
| تعليق عام (1) الأبيات مقسمة بين غرضين الأول محصور في مدح السيدين هرم ابن سنان والحارث بن عوف والثاني يمكن القول بأنه ذمٌّ للحرب استناداً على التجربة الذاتية ومن هنا تأتي أهمية العنوان (داعية السلام) فزهير يدعو للسلام عن طريق ذم الحرب ومدح من ينفذ الصلح والسلام . (2) لجأ زهير إلى وسائل متنوعة لتصوير الحرب بغرض التنفير منها وذمِّها. (3) معظم جمل القصيدة أخباراً مما يدل على أنَّ الشاعر واثق مما يقول وخلت تقريباً من المؤكدات سوى القسم فى أول الأبيات والباء الزائدة في البيت السادس .
| |
|